حرر عقلك من إما - أو :
عندما تزور صديقا لك ويبادر بسؤالك عما ترغب بشربه فيقول : قهوة أم شاي .. فهل تقول له عصير مثلا ..
إن تحديد الخيارات بهذه الطريقة يحصر عقلك في دائرة ضيقة رسمها لك صاحبك فباتت حاجزا يمنع إبداعك ويشل قدرتك على التفكير بغيرها وبالتالي قيد حريتك في إطار خياراته ..
هذا ما يفعله بالضبط مروضو الشعوب عند جعلهم بين خيارين قد يكون أحلاهما علقما ولكن الشعب مضطر أن يختار أخفهما ضررا وأقلهما شرا ثم تُقرع الطبول وتبدأ أهازيج الفرح في ربوع الوطن ونُسبح باسم الطاغوت الجديد أو الطاغوت القديم لا يهم .. المهم أن الأمور كان من الممكن أن تكون أسوأ ولكننا اخترنا الأقل سوءا لذلك فمن حقنا أن نفرح بحريتنا المقيدة في إطار الخيارات المتاحة .
بالطبع كلامي لا يتضاد مع ما يُعرف بفقه الواقع .. ما أقوله هو لماذا نبقى في دائرة ( إما - أو ) .. أم أننا لطول الفترة التي عشناها مسلوبي الإرادة أصبحنا نحلم بالفتات بدل أن نطلب العلا .. اللهم نسألك الثبات ..
إن تجنب الحفرة في الطريق المؤدية لقعر الوادي ليس نصرا ولا فخرا .. غريب أمرنا .. نعلم أن الله هو المتصرف في هذا الكون ونطلب من غيره ونخاف غيره .. ونعلم أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا كما أخبرنا قرآن ربنا جل في علاه ومع ذلك نلهث وراءهم .. ونعلم أن الجماعة رحمة والفرقة عذاب كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ونصر على ذبح بعضنا بالكلام والفعال .. ونعلم أن الدنيا ليست بدار مقام ونجمع فيها ما استطعنا من حل وحرام وكأننا سنخلد فيها .. ونعلم .. ونعلم .. لكننا نعيش الأمل لا العمل .. اعلم أخي في الله أننا جميعا على سفر في سبيل الله أو في سبيل غيره والموت نهايتنا جميعا فلينظر كل منا علام سيموت .. اللهم إنا نسألك الثبات.
أ. حسين القاسم
لمحة عن الكاتب :
أحد مؤسسي تجمع جيل التغيير
باحث اجتماعي
رئيس قسم العلوم ومشرف زمر تربوية في معهد إعداد المدرسين
شهادة ( TOT ) من شركة الابداع الفكري/ د. طارق سويدان
بعض مؤالفاته :
تعالو لنتفق
الله معنا
يوميات مسلم معاصر
التعليم البناء
للتواصل مع الكاتب عن طريق الواتس اب اضغط هنا
00905394010781
قناتنا على التلجرام
alaswad-online للتقنية
رابط القناة اضغط هنا