أكرم عقلك ..
إن صاحب هذه الكلمات يجلس في إحدى شُرف الفنادق الفخمة ولديه كل أسباب الراحة وما عاش ما نعيشه ولو ليوم واحد .. هكذا قالت زوجة جاري التي لا تعرف اسمي بعد أن قرأت كتيبا لي بعنوان ( الله معنا ) ( مضمونه يُفصح عنه عنوانه وهو مجموعة من المشاعر الإيمانية المتسلسلة التي تنظم التعامل مع الحوادث الدنيوية الصعبة التي نعيشها ) يُخبرني جاري أنه انفجر ضاحكا من قولها وقال لها : صاحب الكلمات هو جارنا فلان الذي استدان ليدفع أجرة منزله .. والذي ...... والذي....... ولم تصدقه طبعا بسهولة ..
نعم يا سادة .. هكذا نحن .. عندما نريد أن نرد الحق ونهرب إلى اللامنطق لمجرد قناعتنا المسبقة باستحالة التغيير دون أي محاولة مهما كانت هذه المحاولة بسيطة وسهلة ..
إن البقاء في قالب فكري معين وتبني قواعد غير مُلزمة شرعا
لتكون دينا نتعبد به وديدنا ندندن به ما هو إلا محاولة فاشلة نتعذر بها ظنا منا أننا بذلك نحافظ على الأصالة في حين أننا نراكم الجهل خوفا من التغيير .. وهذا ما ستلحظه بسهولة عندما تقترح على من يشعر بالروتين مثلا أن يُبدل شيئا من عاداته أو أن يُدخل جديدا في حياته ولو على مستوى المشاعر ومحاكاة الأمور باتزان أكثر بعيدا عن فكرة أنه الشخص الوحيد صاحب الحظ الأقل والمظلوم الوحيد في العالم .. إن مثل هذا الشعور يدفع صاحبه في الغالب إلى الخمول العقلي بدل التجديد ومحاولة التغيير والمثابرة في مجال ما لزيادة المعارف والخبرات ..
من السهل جدا أن تبدل المكان سعيا للرزق أو تبدل الصحبة سعيا للاندماج والراحة ولكنك لن تستطيع تبديل نمط التفكير الموروث بسهولة .. لذلك لا بد من الجد والمثابرة .. لا بد من القراءة والقراءة والقراءة .. لا بد من أن تستشعر أهمية استخدام العقل بعيدا عن التفكير في نوع أكلك ومكان عملك .. أكرم عقلك .. فعقلك خُلق لأسمى من ذلك .. فاجعله أخي في المكان الذي أراده الله له .. وتفكر وتدبر لعل الله يهديك لما فيه الخير للجميع .. وإياك أن تكون من أهل ( الأنا ) اللذين يحصرون نتاج عقولهم في مصلحتهم فقط .... واعلم أن ما وهبك الله إياه من علم وحكمة ستسأل عنه كما ستسأل عن مالك فالمجتمع له حق في عقلك كما له حق في مالك .
أ. حسين القاسم
لمحة عن الكاتب :
أحد مؤسسي تجمع جيل التغيير
باحث اجتماعي
رئيس قسم العلوم ومشرف زمر تربوية في معهد إعداد المدرسين
شهادة ( TOT ) من شركة الابداع الفكري/ د. طارق سويدان
بعض مؤالفاته :
تعالو لنتفق
الله معنا
يوميات مسلم معاصر
التعليم البناء
للتواصل مع الكاتب عن طريق الواتس اب اضغط هنا
00905394010781
قناتنا على التلجرام
alaswad-online للتقنية
رابط القناة اضغط هنا